تحديد جنس الجنين في ضوء القرآن والسنة والمعارف الطبية الحديثة

المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 22/03/2008

شاءت إرادة الله تعالى أن يكون نظام هذا الوجود قائم على أساس التزاوج حيث قال تعالى : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) الذاريات / 49، وهذا الإنسان جزء من هذا الوجود بل هو أساسه ومحوره حيث إن كل مخلوق في هذا الوجود إنما هو مسخّر لهذا الإنسان الذي كرّمه الله تعالى وشرّفه ، قال تعالى : ( ألم تروا أن الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة .. ) لقمان / 20

وكما أن الله تعالى بثّ في هذا الوجود آيات قدرته ودلائل إبداعه الباهر كان الإنسان أيضا موضعا لدلائل القدرة ومظاهر إبداع الخالق ، قال تعالى وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) الذاريات /21 ، وقد أخبرنا المولى- عز وجلّ- أنه سيرينا مع الأيام آياته ودلائل صدق أنبيائه حتى يتضح الحق لأصحاب العقول المتفكرة والأبصار النيّرة ، قال الله تعالى : ( سنريهم آياتـنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبـين لهم أنه الحـق ) فصلت /53

وقد كانت كيفية تكون الجنين في بطن أمه ومراحل خلقه من الأمور الملفتة للنظر حيث اهتم القرآن بذكرها والتنويه بتفاصيلها تعريفا للإنسان بنشأته وما اكتنفه من عناية خالقه، وبيانا لآثار قدرته وإبداعه ، واستدلالا على قدرته على الإعادة والبعث من خلال التذكير والتعريف بقدرته على الابتداء ، قال الله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يُترك سُدى ألم يكُ نطفة من منيّ يمُنى ،ثم كان علقة فخلق فسوّى، فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى، أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) القيامة/38 ، أرشد الباري عز وجلّ – إلى مبدأ خلق الإنسان وأن من آيات قدرته أن جعل منه الذكر ولأنثى ، وأنّ القادر على خلقه من العدم وتنويعه إلى ذكر وأنثى قادر أيضا على إعادته بعد موته .

المطلــب الأول :

اعتقاد الناس قبل الإسلام في إنجاب الأنثى وأن المرأة هي المسؤولة عن ذلك :

من المعلوم أن البيئة التي نزل فيها القرآن كانت بيئة جاهلية وكانوا يفضلون الذكر على الأنثى ، لغايات في أنفسهم منها أن الرجل هو حامي الديار والذمار ، وحاجتهم إليه للكـرّ والفـرّ ، ومنها خوف العار إذا وقعن في السبي ، وخوف الفقر ، حتى وصل الحال ببعضهم إلى دفنها وهي حيّة كما يُشير إليه قوله تعالى : ( وإذا الموؤدة سُئلت بأيّ ذنب قُتلت ) –التكوير / 8 ، وقد صوّر القرآن حالهم في كراهية الأنثى مبينا واقعهم غير العقلاني وغير الإنساني في قوله تعالى : ( ويجعلون لله البنات – سبحانه- ولهم ما يشتهون ، وإذا بُشّـر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهُهُ مسودّا وهو كظيم يتوارى من القوم من سـوء ما بُشّر به ، أيمسكه على هون أم يدسُّـه في التراب ، ألا ساءَ ما يحكمون ) النحل/58 ،

وتعبير : " ولهم ما يشتهون " يدل على أنهم لا يشتهون البنات ولا يرحبون بقدومهن لهذه الحياة ، والآيات صريحة واضحة في بيان البيئة العربية ونظرتها للبنت ، ومدى الخزي والعار الذي كان يشعر به الأب أمام قومه إذا رزقه الله أنثى ، والآية ظاهرة في ذم من يحزن إذا بشِّر بالأنثى حيث أخبرت أن ذلك فعل أهل الجاهلية .

قوله : "ظل وجهه مسودا " : أي متغيرا ، كناية عن غمّه بالبنت ، "وهوكظيم" : ممتلئ من الهم والحزن ، والظاهر أن ذلك الغيظ على المرأة حيث ولدت أنثى ولم تلد ذكرا ، "الهون " : الهوان والابتلاء ، قال قتادة : كان مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء وأشدهم في هذا تميم ، زعموا خوف القهر عليهم وطمع غير الأكفاء فيهن .( ) ، ويُفهم من هذا ومن تاريخ العرب أن هذا لم يكن عاما فيهم بل في بعض القبائل .

وقد كان الناس يعتقدون أن إنجاب البنات هو من مسؤولية المرأة ، فهي التي عندها قابلية إنجاب الذكور أو الإناث ، والمرأة التي تنجب البنات كان مصيرها الهجران

روى الأصمعي: أن رجلا من العرب قبل الإسلام كان له زوجة لا ينجب منها إلا البنات ، فولدت له بنتا سمتها "الذلفاء" ، فهحرها زوجها فأنشدت تستعطفه وتقول :

ما لأبي الذلفـاء لا يأتينا يظلّ في البيت الذي يلينا

يحرد أن لا نلـد البنينـا وإنّا نأخـذ مـا يُعطـينا ( )

ولهذا نجد أن كثيرا من الرجال يطلقون ويتزوجون من أجل إنجاب الذكور ، وقد شغل هذا الموضوع أفكار الأطباء والعلماء والناس جميعا منذ القدم ، وقد استغلّ الكهنة والسحرة والمشعوذون هذا الموضوع وسيلة لكسب المال فاستغلوا الناس بإيهامهم أنهـم قادرون على المساعدة في إنجاب الذكر .

وحكمة الله اقتضت أن تنشأ الحياة من زوجين ذكر وأنثى ، فالأنثى أصيلة في نظام الحياة كما هو الذكر ، إن الخلل في الإيمان ينشئ آثاره في فساد الأخلاق وانحراف المجتمع وسخافة تصوراته وتقاليده " ألا سـاء ما يحكمون " ، وما كانت المرأة هي المغبونة وحدها في المجتمع الجاهلي الوثني إنما كانت الإنسانية في أخص معانيها ، فالأنثى نفس إنسانية إهانتها إهانة للجنس الإنساني الذي كرمه الله وشرفه ، ووأد الأنثى إنما هو قتل للنفس البشرية وإهدار لشطر الحياة ومصادمة لحكمة الخالق التي اقتضت أن يكون الأحياء جميعا- لا الإنسان وحده – من ذكر وأنثى .

مع تحيات
ابو رءا

المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 23/03/2008

مشكور طيييييييييييييييير

المساهمات : 46 تاريخ التسجيل : 24/03/2008

[cente

r]سبحان الله فى خلقه مشكور يا طير على المعلومات [/center]

المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 23/03/2008

مشكور يعطيك الف عافية