سيرة الشهيد الداعية \محمد الفقي(ابو صلاح الدين)
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم محمد صالح الفقي
العمر23عاما
الكنيةابو صلاح الدين
الرتبةمجاهد صادق هاجر حيث الخلود
عندما نتحدث عن الشهداء .. نتحدث عن أولئك الرجال الذين تعرف معني الشهادة من نظرات عيونهم .. من بسماتهم المنتشرة كعبير الورد بين الأطفال الذين يكبرون ويحملون حلم الإنتقام لدمائهم ، رجال تري الشهادة في سكناتهم ، فتدرك معني ذلك السر الذي لا تتسع له جنبات الأرض كلها ولكن تستطيع قلوب أمثال هؤلاء علي صغرها أن تحمله .
نتحدث في هذه الحلقة .. عن سيرة رجل قد عشق الجنة ، قد سافر بالجسد إلي خلد
لكن الصورة ما غابت عنا .. مُحمد صالح الفقي يا قمر الشهداء
لم تكن سوي حر تخضب نحره بدماء .. وفيض من أصداء الروح المسلوبة
تفيض حباً وحناناً ..
في مخيم النصيرات وبالتحديد في يوم السبت الموافق 259|1984 م .
حيث كان يسجل هذا التاريخ ميلاد الفارس المجاهد الداعية محمد صالح الفقي لأسرة محافظة تعود أصولها لمدينة يبنا المحتلة وتتكون من 14 فردا أكبرهم محمد.
درس الشهيد وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس الغوث بمخيم النصيرات ومن ثم أكمل دراسته الثانوية ليحصل بعدها علي شهادة الثانوية العامة
دراسته ، بسبب حصوله علي الشهادة العليا بالفوز العظيم قبل أن يهنأ بشهادته الدنياوية ... ولكنه لم يكمل ... التحق بالجامعة
نشأ شهيدنا المجاهد نشأة ملتزمة .. إيمانية .. روحانية ، مشحونة بالغضب على المحتل حيث ترعرع منذ نعومة أظافره في المساجد ، علي موائد القرآن بين حلقات الذكر ، في ظل أجواء الإحتلال الذي منذ أن تفتحت عينيه علي الحياة ليري الإحتلال وقد قتل من قتل ودمر ما دمر ، لتمكنه هذه الأجواء لكي يكون خطيباً بارعاً يمزج بين الإسلام والجهاد في دروسه وبين الحب والإخوة في ندواته .
ـ تميز شهيدنا بدماثه خلقه وأدبه المتفرد ، وتواضعه وحبه للجميع فقد كان محبوباً من الجميع يوزع ابتسامته عليهم ويتمتع بروح مرحة ودعابة طريفة تعلق بها كل من عرفوه .
ـ كان اجتماعي الطابع حيث تعود على زيارة إخوانه ويعتز بهم ويعمل علي مساعدتهم والسؤال عنهم وكان مطيعاً لوالديه طالباً لرضاهم مؤدياً لحقوقهم واصلاً للرحم وحافظاً للقرابة.
رحلة من العطاء :ـ كان شهيدنا مبادراً في تقديم الخير في شتي المجالات .. حيث كان شهيدنا يبحث عن جهاداً ممزوجاًَ بالدعوة .. عن جهاداً ثابتاً حتي زوال المحتل عن ترابنا المقدس
فوجد ضالته في حركة الجهاد الإسلامي
ـ فنظرا لنشاطه وجهده المتفاني في صفوف حركة الجهاد الاسلامي عُين شهيدنا محمد رحمه الله أميراً للمجال الإعلامي في منطقته ومسئولا عن اللجان الدعوية في مساجد المخيم
حيث كان فقيهاً وخطيباً بارعاً وإماماً .. تنصت له كل الأذان ويأسر كل القلوب لكلماته المعبرة
ـ حيث كان محباً للنبي صلى الله عليه وسلم عاشقا لجلسات الذكر التي تتعطربمدحه ،
وكان محفظاً للقرآن الكريم في مسجده ، مسجد الشهيد المعلم فتحي الشقاقي
وكان صاحباً للصوت العذب والخط الجميل .. حيث كان يزُين جدران القطاع بشعاراته النارية حيث وصف من قبل
مشواره الجهادي : محمد .. الإنسان العظيم .. صاحب الإبتسامة العريضة الصادقة هذا الداعية الذي كان يعمل بصمت غريب لم يكن أحداً أن بداخله ثورةً وحلماً عظيم وهو الإنتقام لدماء الشهداء فقد كانت فترة إنضمامه إلي صفوف سرايا القدس ليست بالمدة الطويلة فقد عمل في هذه الفترة الوجيزة ضمن صفوفها مجاهداً وداعية ، حيث كان يرأس الأسر العسكرية التي تعمل علي التعبئة الإيمانية والروحانية لدي المجاهد الصادق وكما قام بالعديد من المهمات الجهادية نذكر منها :
* رباطه الدائم على ثغور مخيمات الوسطى ومشاركته في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية .
* قام بالعديد من عمليات الرصد للمواقع الصهيونية المنتشرة في قطاعنا الحبيب .
ألح كثيراً علي قيادته العسكرية القيام بعملية إستشهادية يثأر من خلالها لدماء أصدقائه الشهداء .. ولكن قيادة سرايا القدس لطالما قابلت هذا الأمر بالرفض
لظروف تتعلق بالشهيد .. لما له من وجود مهم في المجال الدعوي والإعلامي .
خرج الشهيد أبو صلاح في العديد من المهام الجهادية حيث هاجم إحدي دوريات الإحتلال بالقرب من معبر كوسوفيم بالقنابل اليدوية وطلقاته النارية الثائرة
أبا صلاح .. يا من أنرت طريقنا ورسمت الأحلام لنا وأيقظت بروحك أرواحنا .. سنرسم صورتك التي ما غابت من قلوبنا ، سنرسم صورتك عند الأصيل وعلي صفحة الماء عند الفجر ، سننقش اسمك علي غصون الأشجاء وأوراقها وسنظل نترنم بحبك أبد الدهر ، الشهيد الغالي محمد الفقي .. لكل شيء نهاية ولإخلاصنا وحبنا لك لا نهاية .. حتي وإن رحلت وواراك التراب ، فموعدنا غدافي دار خلد حيث الأحباب
حيث رفيق عمرك سالم وحبيبك مراد ، والكثير من الشهداء الذين أحبوك وأحببتهم يا محمد
أبا صلاح .. إن افترقت أجسادنا فأرواحنا واحدة لا تنفصل أبداً .. أرواحنا تبقي متصلة ، تنشد انشودة الحب الواحد
وتخط لوحة الأمل الواحد وترتل ترانيم العشق الواحد .. وتحكي قصة المصير الواحد
وستبقي أيها الداعية .. الفارس المحمدي الأصيل مع كل نبضة قلب .. أو نفس يجري بالحب ، ستبقي القمر المضيء في طريقنا ، وأغنية حنان تشاركنا دروبنا وأشجاراً تظلنا وتحنوا علينا من كل جانب ومن قلوبنا كل المحبة وألف ألف سلام